استيقظت من نومها في ميعادها المعتاد بعد ليلة لا تدري فيها هل هي ليلة عادية أم ليلة ارق وقلق وحيرة - أحيانا تظن أن حياتها ما هي إلا ليلة حلم طويل تحيي جزء منه في فراشها والجزء الأخر نهاراً وهي مفتوحة العينين ولا تدري متى سوف تستيقظ من هذا الحلم الطويل – لكن الأهم إنها استيقظت في ميعادها - نهضت ونظرت إلي مرآتها وقالت
* صباح الخير يا أنا يوم جديد بلا جديد
أطالت النظر لذلك الانعكاس الظاهر أمامها تلك الفتاة التي بالمرآة ... تلك العيون التي كانت يوما تحمل بريق الحياة وطموح بلا حدود فتراها اليوم لا تحمل سوى الغضب والندم ... ثم رد عليها ذلك الانعكاس
*صباح جديد بلا جديد
لم يكن هذا صدى لصوتها ... وإنما هو صوت تردد في أعماقها ... ملأ كيانها .... و لم يسمعه أحدا غيرها في الكون ... كان يشبه صوتها ولكن غابت عنه رنة الانكسار ... ذلك الصوت الأنثوي الرقيق الذي خالجته مسحة من الحزن و الكثير من الغضب – فقالت بجزع
· هل أنتي أنا؟ لما كل هذا الغضب؟
· ولما كل هذه الدهشة؟ وكأنك تجهلين ماذا حدث؟
· وماذا حدث؟ وهل ما حدث يدعوكِ إلي كل هذا الغضب؟
شعرت أن هذا الانعكاس قد أدار وجهه عنها وتحولت نظرة الغضب إلي نظرة أخري – ربما تكون عتاب ربما تكون الم - وربما يكون الغضب قد ازداد غضبا.
· قولي لي ماذا حدث ؟
· لا تخسريني ياسيدتي فلن تجدي من كل المحيطين بكِ إلا أنا في نهاية الأمر.
· اخسرك ؟... كم هو غريب هذا القول ... فانا هنا إنسانة بائسة وحيدة لا تملك ما تخسر .
· و نفسك ؟
· لقد خسرتها منذ زمن بعيد
· ربما يكون كلامك صحيحا... ربما يكون خاطئ... ربما هناك فرصة أخيرة لتستعيديها ...
· أنتِ لم تجيبيني بعد ... من أنتِ؟!... وكيف أخسرك؟!... ولم تلك النظرات المُحرقة بعينيك؟!
· حقا ؟! ... ألم تعرفيني حتى ألان؟!... هل حقا ذاكرتك بهذا الضعف ... أم أنكِ تجيدين فن التناسي .
· كنت اعلم من هي تشبهك يوما ما... كانت تدعى أنا...
· وهي أنا أيضا .
· مرحبا ... لم ألقاكِ منذ أمد بعيد... منذ أن فرقوا بيننا ...
· ولم سمحتِ لهم بان يفرقوا بيننا؟
· و ماذا كان عليّ أن افعل؟
· لقد كان بإمكانك أن تفعلي كل شيء وأي شيء... لقد كانت "أنا" ملكك ... بين يديك تتحكمي بها كيفما شئتِ... والآن أنتِ تفقدينها... لماذا؟!... ولمن؟ وهل يستحقون ؟!...
· لا تلوميني أنا يا أنا فليس ذنبي أني علي فطرتي .. ولكن لومي أشباه البشر بل لومي أصحاب الأقنعة.
· لا تلقي اللوم علي احد فأنتي التي تركتيني وحيدة أعاني ما تعانيه وابكي مثلما كنتِ تبكي واسهر الليالي معك - ولما بحثت عن الراحة بحثتِ عنها بعيدا عني .
· وماذا كان عليا أن افعل؟
· فاقد الشئ لا يعطيه يا أنا .. إن لم تفهميني لن تفهمي غيري وان لم تحبيني لن تستطيعي أن تحبي بصدق – لا تهجريني لغيري فالآخرون سيهجرونك لأجلهم.
· لقد هجرني الجميع بالفعل.
· لم تحاولي أن تعرفي يوما ما أحب وما اكره ... ما يحزنني وما يسعدني .. ما الذي اطمح أنا به ...لما لم تحاولي أن تحققي ما أريده حقا؟ تركتيني من أجل أن تمنحي الجميع ما يبغون والآن تركوكِ وحيدة ...
· أنت لم تخبريني يوما بما تريدي
· وأنت لم تفتشي يوما بقلبك؟
· قلبي؟!!!
قالتها بلوعة وهي تضع يدها فوق قلبها بحركة لا إرادية بوهن شديد
· قلبي الآن مكسور.
· ذلك لأنكِ لم تعتني به – وتركتيه يغرق في الأماني بلا حدود.
· لقد تسببتُ له بالألم.
· ولي أيضا
· اعلم ...
كان صوتها مليء بحزن وندم حقيقيين
· اشعر بالأسف لما تسببتُ فيه لنا جميعا لكني لا اعلم ماذا افعل؟
· اجعلينا جميعا سعداء
· كيف؟
· كوني لنا لا علينا .. كوني أنتِ فقط .. لا تدعي احد يقف في طريق أحلامك .. ولا تثقي إلا في حدسك وإحساسك .. لا عيب أن نحن أخطأنا لكن العيب أن نستمر في هذا الخطأ .. لا ضرر في التجربة ولكن لابد أن نتعلم منها .. أعيدينا إليكِ فلقد اشتقنا لكي ولتلك الابتسامة التي كانت تطل دائما من ثغرك.
· وهل سأستطيع فعلا أن أعود إليكِ من جديد .. هل سأجدني مرة أخري كما أحب وأريد.
· يجب أن تحاولي من اجلنا
أحست بهدوء نسبي يسري في داخلها .. نظرت الي ذلك الانعكاس الذي أمامها وقد تغيرت نظرة الغضب إلي نظرة امتنان وأمل واطمئنان .. ابتسمت ابتسامة ثقة فقدتها منذ فترة ليست بالقليلة وبدأت تمارس طقوسها اليومية بكل نشاط.
* صباح الخير يا أنا يوم جديد بلا جديد
أطالت النظر لذلك الانعكاس الظاهر أمامها تلك الفتاة التي بالمرآة ... تلك العيون التي كانت يوما تحمل بريق الحياة وطموح بلا حدود فتراها اليوم لا تحمل سوى الغضب والندم ... ثم رد عليها ذلك الانعكاس
*صباح جديد بلا جديد
لم يكن هذا صدى لصوتها ... وإنما هو صوت تردد في أعماقها ... ملأ كيانها .... و لم يسمعه أحدا غيرها في الكون ... كان يشبه صوتها ولكن غابت عنه رنة الانكسار ... ذلك الصوت الأنثوي الرقيق الذي خالجته مسحة من الحزن و الكثير من الغضب – فقالت بجزع
· هل أنتي أنا؟ لما كل هذا الغضب؟
· ولما كل هذه الدهشة؟ وكأنك تجهلين ماذا حدث؟
· وماذا حدث؟ وهل ما حدث يدعوكِ إلي كل هذا الغضب؟
شعرت أن هذا الانعكاس قد أدار وجهه عنها وتحولت نظرة الغضب إلي نظرة أخري – ربما تكون عتاب ربما تكون الم - وربما يكون الغضب قد ازداد غضبا.
· قولي لي ماذا حدث ؟
· لا تخسريني ياسيدتي فلن تجدي من كل المحيطين بكِ إلا أنا في نهاية الأمر.
· اخسرك ؟... كم هو غريب هذا القول ... فانا هنا إنسانة بائسة وحيدة لا تملك ما تخسر .
· و نفسك ؟
· لقد خسرتها منذ زمن بعيد
· ربما يكون كلامك صحيحا... ربما يكون خاطئ... ربما هناك فرصة أخيرة لتستعيديها ...
· أنتِ لم تجيبيني بعد ... من أنتِ؟!... وكيف أخسرك؟!... ولم تلك النظرات المُحرقة بعينيك؟!
· حقا ؟! ... ألم تعرفيني حتى ألان؟!... هل حقا ذاكرتك بهذا الضعف ... أم أنكِ تجيدين فن التناسي .
· كنت اعلم من هي تشبهك يوما ما... كانت تدعى أنا...
· وهي أنا أيضا .
· مرحبا ... لم ألقاكِ منذ أمد بعيد... منذ أن فرقوا بيننا ...
· ولم سمحتِ لهم بان يفرقوا بيننا؟
· و ماذا كان عليّ أن افعل؟
· لقد كان بإمكانك أن تفعلي كل شيء وأي شيء... لقد كانت "أنا" ملكك ... بين يديك تتحكمي بها كيفما شئتِ... والآن أنتِ تفقدينها... لماذا؟!... ولمن؟ وهل يستحقون ؟!...
· لا تلوميني أنا يا أنا فليس ذنبي أني علي فطرتي .. ولكن لومي أشباه البشر بل لومي أصحاب الأقنعة.
· لا تلقي اللوم علي احد فأنتي التي تركتيني وحيدة أعاني ما تعانيه وابكي مثلما كنتِ تبكي واسهر الليالي معك - ولما بحثت عن الراحة بحثتِ عنها بعيدا عني .
· وماذا كان عليا أن افعل؟
· فاقد الشئ لا يعطيه يا أنا .. إن لم تفهميني لن تفهمي غيري وان لم تحبيني لن تستطيعي أن تحبي بصدق – لا تهجريني لغيري فالآخرون سيهجرونك لأجلهم.
· لقد هجرني الجميع بالفعل.
· لم تحاولي أن تعرفي يوما ما أحب وما اكره ... ما يحزنني وما يسعدني .. ما الذي اطمح أنا به ...لما لم تحاولي أن تحققي ما أريده حقا؟ تركتيني من أجل أن تمنحي الجميع ما يبغون والآن تركوكِ وحيدة ...
· أنت لم تخبريني يوما بما تريدي
· وأنت لم تفتشي يوما بقلبك؟
· قلبي؟!!!
قالتها بلوعة وهي تضع يدها فوق قلبها بحركة لا إرادية بوهن شديد
· قلبي الآن مكسور.
· ذلك لأنكِ لم تعتني به – وتركتيه يغرق في الأماني بلا حدود.
· لقد تسببتُ له بالألم.
· ولي أيضا
· اعلم ...
كان صوتها مليء بحزن وندم حقيقيين
· اشعر بالأسف لما تسببتُ فيه لنا جميعا لكني لا اعلم ماذا افعل؟
· اجعلينا جميعا سعداء
· كيف؟
· كوني لنا لا علينا .. كوني أنتِ فقط .. لا تدعي احد يقف في طريق أحلامك .. ولا تثقي إلا في حدسك وإحساسك .. لا عيب أن نحن أخطأنا لكن العيب أن نستمر في هذا الخطأ .. لا ضرر في التجربة ولكن لابد أن نتعلم منها .. أعيدينا إليكِ فلقد اشتقنا لكي ولتلك الابتسامة التي كانت تطل دائما من ثغرك.
· وهل سأستطيع فعلا أن أعود إليكِ من جديد .. هل سأجدني مرة أخري كما أحب وأريد.
· يجب أن تحاولي من اجلنا
أحست بهدوء نسبي يسري في داخلها .. نظرت الي ذلك الانعكاس الذي أمامها وقد تغيرت نظرة الغضب إلي نظرة امتنان وأمل واطمئنان .. ابتسمت ابتسامة ثقة فقدتها منذ فترة ليست بالقليلة وبدأت تمارس طقوسها اليومية بكل نشاط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق